الثلاثاء، 3 أبريل 2012

لن أعود

لن أعود
يا دجلة 
لن أعود وفي خافقي تنهشُني أسئلةٌ ليس لها ردود
لَن أعود
وفي كُل مرةٍ تُنهك كل مواثيق ألحق والعهود
لـــــــــــــــــن أعود
ولا أفهم كَيف للناس أن تتجاوز في الحب مفاهيمً وحدود
لَن أعود حتى وإن قالوا أصبح فؤاده حجر جبلٍ فلن أعود
وإن لم يفهموا أن تحت هذا الجبل بركاناً يَغلي فلن أعود
أنا في الحب بئراً بلا قرار
و سيفاً إما مُغمداً لِيَكون غصنِ زيتون أو يُشهَر ليبترا
فلأِن أعلنتُ انسحابا فهذا ليس فرار
ولأن  أعلنت موتي فليس استسلام
أنا مَيتٌ يحيى فيه الضمير
أنا غيور طهور
أنا من سلالة دينهم لا يكتمل إلا بالغيرة والعواطف
والمراجل و الشهامة
أقبل الموت وأُحييه
بل أُعانقهُ لو كان لكرامتي منقذا
لـــــــــــــــــــــن أعود
حتى وإن مَر جَملٌ من سن الخياط
أو تنطق كُل بهائم الأرض لن أعود
فالهجر لأَن أوقف هَدر كرامتي فهو أحرى وإن كان بعده تذبل و تموت الورود
أيا امرأة أبدت تَجلُداً ما وِصفت فيه من قبلها امرأة
حدقي في ملامح وجهي ودققي
وهل تقرئين و تَلحظين مدني المهدمة
وشعبي الجائع المشَرد الحائر

إنهم يموتون
نعم يتلاشون وسينقرضون
لم يكن ينقصهم غير الحب
ليعيش هذا الشعب عظيماً
قال الجاهلون لما لا تَحُب
فقط إنكَ كَثيراً تُدقق في الأشياء
ولا تعي أن كُل النساء سواء
أني لأكفر بفكركم
وما يحويه عقلكم غير الهراء
هم لا أشياء
فقط أعباء
على هذا الكون
وهُم لا يفهمون الحب و قدسيته
أتألم كَثيراً حين أسمع قول الكثيرين
يلفظونها حرفين ولا يعلمون أنهُ اندماج روحين
لا يعلمون أنه مطر و شمس وقمر
وكواكبٌ ونجوم
لا يعلمون أنهُ صبابةٍ في الكهل وكَهلٌ في الصبابة
لا يعلمون أنهُ حُريةٌ لمسجون و وهواءً لمخنوق
يقولون ولا يفهمون
إنهُ لأجله خُلقت الزهور ولأجلهِ حَلقت الطيور
لا يا امرأة هل هكذا كُنت أنا مخدوع
تَركتَ حياتي ومعاشي وأهلي وناسي لأبحَثَ عًنكِ و أليوم تصبحين أنتي كمًثلهم
أنظري لهذا البحر الذي كان ماءُه أزرق
وهل هو غَيرُ أرضٍ تستوعب دمي المُراق
هيا اقتربي ولا تخافي فلكي أن تغرفي شُربةً ترويكِ
و تعمدي فيه وتوضئي ومن ثُم أرحلي
فعما قريب ستتبخر كُل دمائي
وترحل إلى لا أرضٍ كلماتي
أنا اليومُ يا سيدتي جسداً يتحرك بقلبٍ لا ينبض
لا تسأليني فقط يمكنكِ رؤية الرماد
وَلَسوف تتصوري كَيفَ كان حجم الاحتراق
صدقيني أنا فيكِ ختمتُ طويلُ أوجاعي
فها على شاطئيك يا دجلة سأدفن أعز رفاقي
سيفي الوحيد
قلمي المتهم
قالوا قد خالف أصول القبيلة
فقتلوه شهيداً بريئاً
أمانةً يا دجلة أحفظي جثمانه
فَهو لم يَبلغ رُشده
 



يا ليالي الحُزن تهيئي
و لضيافتي مواويل البكاء إلي أَنشدي
راحلٌ من جنتي الجميلة
لأعود لصحرائي وخيمتي الحَزينة
فقد اشتقت لأعود كما كُنت لا إنسان
هُناك لأروي حكايتي
وسيَسمعني أصدقائي من الــذئاب الطيبة
والتماسيح ودموعها الصادقة
هُناك ستسمعني كُل الأفاعي
والعقارب غير المؤذية
آهٍ يا أصدقائي الطيبون فقط لو كُنتم تعلمون
ما صَنَع بحالي المُقَنَعون







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق